يسرى محمد
عدد المساهمات : 22 رتب : 58 الرتبة : 0 تاريخ التسجيل : 12/05/2009
| موضوع: عم حمدان ومقتل ابنه الإثنين مايو 18, 2009 9:12 pm | |
| مع نسمة الهواء الباردة التى تأنى لحظات ثم تغيب كان عم حمدان الصياد
البالغ من العمر ستون عاما جالسا على ضفاف البحيرة الهادئة كان يغنى أغانى
الصيادين التى تعبر عن الفرحة بالرزق وكانت يداه
مشغولتان كان يقوم بإصلاح عيون شبكة الصيد ويسلى نفسة حتى
يحين آذان الظهر ليصلى وبعدها ستأتى زوجته رفيقة العمر التى شاركته
حياته وأنجبت له ثمانية رجال وإثنين من البنات ستأتى ومعها
طعام الغداءتقدمه له وتعود لاأولادها فهم عشرة ثمانية أولاد وبنتين وكعادة
أهل الريف ليس هذا بغريب فهم يحبون كثرة الإنجاب حتى تصبح الأسرة
كبيرة يخشاها من يعاديها ويفتخر بها من ينضم إليها وكان عم حمدان رجلا
قويا جدا فى شبابه ومازال يتمتع بصحة جيدة بالنسبة لمن هم فى سنه وكان يتميز
بين الناس بأنه كبير العائلة وكلمته أمر واجب التنفيذ فلا ترد له كلمة
ولا يناقشه أحد فى أمر يصدره وكان محبوبا لطيبة قلبه ولفصاحة لسانه
ولصوته العذب عندما يصلى بالناس ويقرأ القرآن وهو الذى
يعرف كيف يواسى الناس فى المحن ويفض النزاعات وما أكثر النزاعات بين الفلاحين
أوالصيادين تأخرت الزوجة فقد أذن الظهر وصلى الرجل وانتظر كثيرا فقال لنفسه ربما
يحضر ولد من الأولاد أوترسل الطعام مع أحد الجيران وبعد لحظة بسيطة سمع
أصوات من بعيد سمع صراخا وصوت أقدام تأتى مهرولة من بعيد نظر
تجاهها فرأى أولاده وبعض الجيران إنخلع قلبه وكاد
يتوقف فقد علم أنه حدثت كارثه لا محال وفعلا وصلوا إليه أخبره أحدهم
أن إبنه الأكبر قد قتل قتله فلان إبن فلان بسبب النزاع على الدور فى
رى الأرض وكبرت المشاجرة فأخرج فلان مطواه من جيبه وطعنه فى قلبه
فمات فى الحال وهرب القاتل وعلمنا أنه إتجه إلى محطة القطار فلابد أن يكون مر من
هنا فأتينا خلفه لقتله حدثت صدمة للرجل وكاد أن يتوقف قلبه أشارإليهم
بيده التى يكاد لا يقدر على رفعها وأمرهم بالسكوت وتكلم فقال أن لله وإن إليه
راجعون نفذوا ما آمركم به فوالله لو عصانى أحد لقتلته فلان يذهب لتجهبز القبر
والثانى للشرطة والنيابة لمعرفة ما تم (وزع الأدوار ) تعجب أولاده
والحاضرين من فعله هذا قال أحد أولاده يا أبى لابد من أخذ الثأر وقتل الفاعل
أو أحد أولاده أو والده أو عمه ونحن كثرة وهم قلة فقال الرجل أما القاتل فقد
دعوت الله أن يقتله قتلة خير من قتلتنا ولاذنب لأولاده ووالده وعمه هو الفاعل
وقد فوضت أمرى فيه لله هيا بنا سار الجميع فى ذهول مما قاله والدهم توجهوا للقرية
وفى الطريق قابلهم رجل من القريه فى حالة رعب وفزع شديدين توجه إليهم
وقال لهم ألا تدرون ما حدث كنت ذاهبا لركوب القطار للذهاب للمدينة وفى المحطة
وجدت حادثا بشعا فقد وجدت جثة ممزقه وكأنها دخلت مفرمة لا توجد فيها قطعة
سليمة ومتناثرة فى كل مكان وسألت من هذا ومن أى مكان عرفت أنه فلان كان
يحاول اللحاق بالقطار وحاول ركوبه أثناء سيره فإختل توازنه وسقط فى منتصف
العربات فتمزق قطعا صغيرة ذهل الأولاد والحاضرين مما سمعوا لأن من دهسه
القطار هذا هو القاتل الذى كانوا يبحثون عنه وهنا قال عم حمدان اللهم لا شماته ألم
أقل لكم أننى فوضت أمرى لله فى من قتل أخوكم ودعوت الله أن يقتله قتلة خير من
قتلتنا لقد قلتها ليعطينى الله حقى بمعرفته وقلتها لأحافظ عليكم من نزيف الدم الذى
كان سيستمر لسنوات وقلتها لأن الله لا يرد دعوة
المظلوم هيا لنا لتلقى العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون
| |
|